قمرالليل كله عضو متألق
رقم الضوية : 5 الجنس : عدد المساهمات : 2302 تاريخ التسجيل : 12/01/2013 السٌّمعَة : 1 نقاط التقيم : 3309 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة العامة المزاج : مشتاقة وبعيدة الدرب روووحي
| موضوع: توجه القلب لله تعالى الخميس فبراير 06, 2014 4:35 am | |
| ا
لتوجه إلى الله, كيف؟ المهم معرفة المعنى وحقيقة توجه القلب إلى الله فنقول: القلب الإنساني كمرآة ذات وجه واحد ترى فيها الرسوم والأشكال والصور وليس في ظهرها أي منظر. فإذا كان جميع وجه الإنسان إلى الدنيا فلن يوجد فيه غير الوساوس الشيطانية والهوس والأهواء النفسية والشهوات والحيوانية ويكون كل تحركه وسعيه للوصول إلى تلك الأشياء الكامنة في قلبه. أما إذا كان كل توجه القلب إلى الله فلن يكون فيه شيء غير الرغبات الإلهية أي يكون كل أمله تحصيل رضا الله وقربه والعبودية له وتأمين الحياة الأبدية بالتفصيل الذي مرّ في مراتب الإخلاص. والخلاصة أن توجه القلب هذا إلى الله هو معنى المحبة والإستقامة وخلوص النية ومن الطبيعي أن لتوجه القلب إلى الله كذلك مراتب لا تحصى ومرتبته الأعلى هي أن يكون كل وجه القلب في كل الأحوال نحو الله وهذا مقام المعصومين عليهم السلام والمراتب الأخرى بمقدار مواجهة القلب وزمان المواجهة إلى حيث قد يكون جزء من مائة من القلب مع الله ويكون في الباقي مواجهاً للدنيا, كما قد يتفق أن القلب لا يواجه الله في اليوم والليلة إلا عدة لحظات بينما هو في الباقي مواجه للدنيا.
رغبات القلب ميزان:
الميزان لمعرفة مقدار توجه القلب إلى الله تلك الرغبات القلبية إذا كانت الرغبات رحمانية والآمال الأخروية فيه أكثر فصاحب ذلك القلب من أصحاب اليمين ويؤمل فيه الخير جداً, وإذا كانت الوساوس الشيطانية والهوس النفساني فيه أكثر فهو من أصحاب الشمال وأمره صعب, ويجب أن يصلح انحراف قلبه بتقليل الآمال والأماني الدنيوية كما تقدم في بحث القسوة إلى أن يستقيم ويواجه الحق. والواقع أن انشغال الإنسان بعيوبه ورؤيته لحاله كما هي خفي جداً ومشكل, لأن النفس والشيطان لا يريدان أن يدرك الإنسان المسكين عيبه ويبادر إلى إصلاحه ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك " إلا إذا جد إنسان واجتهد وتضرع إلى ربه طالباً منه البصيرة والهداية ليرى بنور هداية الله في بيت قلبه المظلم انحرافاته عن الصراط المستقيم ثم ينصرف إلى علاجها
من أراد الله به خيراً:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أراد الله بعبد خيراً لها عن محاسنه وجعل مساويه بين عينيه ( حتى لا ينساها ويتداركها ) وكرهه مجالسة المعرضين عن ذكر الله. ويجب الإنتباه إلى أن هذا النور يوفق له الإنسان إذا لم يكن مغروراً بنفسه, راضياً بذلك النقص الموجود فيه. أي أنه في كل مرتبة من مراتب الإخلاص ينظر إلى المراتب الأعلى حتى لا يرى نفسه من أهل الإخلاص ولا يسميها مخلصة. وعلى غرار أهل الدنيا الذين ينظرون دائماً إلى من فوقهم ولا يقنعون بأي مستوى يصلون إليه ولا يكتفون, كذلك محبّو الله ينظرون دائماً إلى المراتب العالية للإخلاص في العبادة والطاعة ويرون أنفسهم مقصرين في الإخلاص وإظهار المحبة, ولذلك يجدون أنفسهم بين يدي الله منكسي الرؤوس خجلاً, عاصين, صفر الأيدي: " كيف أتخلص من الخجل من حبيبي إذا لم أتمكن من أن أقوم بخدمته كما ينبغي ". لم نقدم العمر والمال فداءاً للحبيب لأن عشقنا يقصر عن ذلك ". وفي الحقيقة كل من رأى نفسه مخلصاً فقد استعظم عمله وكل من استعظم عمله فليس من أهل الإخلاص.
| |
|