قمرالليل كله عضو متألق
رقم الضوية : 5 الجنس : عدد المساهمات : 2302 تاريخ التسجيل : 12/01/2013 السٌّمعَة : 1 نقاط التقيم : 3309 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة العامة المزاج : مشتاقة وبعيدة الدرب روووحي
| موضوع: تفسير سورة الإخلاص وفواتح الحديد الخميس يناير 17, 2013 2:21 pm | |
| وصلى الله على محمد وآله الأطهار
ﺳُﺌﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﺘﻌﻤﻘﻮﻥ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}ٌ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ﻓﻤﻦ ﺭﺍﻡ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻫﻠﻚ.
• إشكال وحل قد يقول قائل بأن هؤلاء الأقوام المتعمقون هم هالكون بقرينة قول الإمام سلام الله عليه (ﻓﻤﻦ ﺭﺍﻡ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻫﻠﻚ) وهذا توهم باطل والدليل على ذلك قول الله عز وجل {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} فشرطه {إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} ..ولكن.. {فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} إذا تجاوز الشروط المذكورة فهو من العادين، كذلك بالنسبة للحديث فمن قال بتوحيد أكثر من هذا فقد هلك.
• {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} عن مولانا وإمامنا الباقر سلام الله عليه: ( {قُل} أي أظهر ما أوحينا إليك ونبأناك به...[إلى أن قال] ... و{هو} أسم مكنى مشار به إلى الغائب، فالهاء تنبيه على معنى ثابت، والواو إشارة إلى الغائب عن الحواس..)
يقول العارف الشيخ حسن علي الأصفهاني نقلاً عن العرفاء (.. إن مراتب الوجود الكلية خمسة، أولها: الغيب المطلق وهي مرتبة الإطلاق المحض التي يطلق عليها اصطلاح "غيب الهوية" ومقطع الإشارات وغيب الغيوب...)
مراد الشيخ هو نفس كلام الإمام الباقر عليه السلام حين قال في تفسير {هو} (فالهاء تنبيه على معنى ثابت، والواو إشارة إلى الغائب عن الحواس) فالهوية الإلهية لا تدرك وهذا هو الإسم المستأثر [يعني الإسم والصفة الدالة على الهوية التي لا تدرك] فالهاء ضمير ويدل على هوية ولكن الواو تفيد بغيابه.
{اللَّهُ أَحَد} في تفسير القمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله في معنى كلمة أحد: (نورٌ لا ظلام فيه، وعلمٌ لا جهل فيه) للتوضيح يصح أن نقول عدل لا جور فيه ووجود لا عدم فيه بشرط {سبقت رحمته غضبه} فالغضب منشؤه الرحمة.. وهكذا هلم جرا..فيتضح هنا معنى قول الله تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} وهو أن مطلق الوجود الذي لا يشوبه أي نقص مستحيل أن يُخطأ حتى يُحاسب على خطأه! وحسب قاعدة أن النور يعني الظهور والوجود، وأن الوجود هو خيرٌ محض فلا مجال لصدور خطأ من الوجود والخير المطلق!
• {اللَّهُ الصَّمَدُ} كلمة صمد حسب الروايات هو (السيد المصمود إليه في القليل والكثير) معنى ذلك أن كل موجود يتلقى فيوضات الله تعالى في كل حين ولولاها لكنا عدم. وسيتضح المعنى للقارئ في السطور القادمة.
• {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
معنى البسملة هو أن كل شيء يسبح الله تعالى في كل آن إستعانة {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيم} ففي دعاء العهد للإمام الصادق عليه السلام يقول {وأسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون} أي كل شيء في وجوده يستعين بالله في كل شيء وأن الوجود ظهر {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيم} فالتسبيح يكون {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيم}.
• إشكال وحل قد يعترض البعض على مسألة تسبيح الموجودات بقوله أن الوجود ظهوره هو تسبيح بحد ذاته.. إذاً لا معنى لتسبيح الحصا في يد رسول الله صلوات الله عليه وآله، لا نعترض على ذلك الرأي ولكن لهذا التسبيح ملكوت وظهور حقيقي ولو صمتت النفس الإنسانية لأصغت إلى ترنم الوجود بكلمة {لا إله إلا الله الملك الحق المبين} ولا ينكشف ذلك إلا لمن زكت نفسه.
وهناك شبهة أخرى؛ قال الله تعالى {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} قد يقول قائل بأن البشر والكفار لا يسبحون الله تعالى وأن الآية قصدت الجمادات بقرينة {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ} فكلمة (شَيْءٍ) تخص الجمادات فقط، "سُئِل أبو جعفر الثاني عليه السلام: يجوز أن يقال لله إنه شيء؟ قال: (نعم، يخرجه من الحدين: حد التعطيل والتشبيه)" ودليل القرآن أيضاً {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} يعني هو شيء ولكن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، فإذا كان الله تعالى شيء فكيف لا يكون البشر شيء؟!
أما تسبيح ذوات الأرواح فهو بسعيها للكمال، إنّا لا نختلف أن كل إنسان يسعى للكمال ويطلبه في كل آن، فالطعام واللباس والحياة والعمر كلها كمال ولكنه محدود وله نهاية ولكن الله تعالى كمال مطلق لا حد له، بناءاً على ذلك الإنسان أيضاً وحتى الكفار بسعيهم للكمال يسبحون الله تعالى لأن كل كمال مصدره الله عز وجل فلا مفر من توحيده وتسبيحه! عن زرارة قال: (سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}. قال: "فطرهم جميعا على التوحيد"). صدق ولي الله.
سوف أجتاز الآية الثانية لقلة إطلاعي.
• {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
بناءاً على ما تقدم حول تسبيح الموجودات نُدرك أن الله تعالى هو مبدأ الكمالات ومنتهاها من حيث أن كل تسبيح [سواءاً كان سعياً للكمال أو مدحٌ لشخصٍ أو شيء] كل ذلك ينتهي إلى الله وهو قوله في الآية الخامسة من السورة المباركة {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} فكل مدح وثناء على موجود يعود عليه لأنه {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} فهو مبدأ كل الكمالات وآخرها.
• تفسير آخر للآية {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} يعني كل الوجود يدور حول الله تعالى كدوراننا حول الكعبة. على سبيل المثال، عندما يصنع الإنسان كرسياً .. فبداية الكرسي هي حاجة الإنسان للكرسي فيكون الإنسان {هُوَ الْأَوَّلُ} أي مبتدأ الكرسي، وحينما يستخدم الإنسان الكرسي يصبح الإنسان {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} أي منه بدأ وإليه يعود. لا يتوهمن أحدٌ من المثال أن الله تعالى خلقنا لأنه يحتاجنا بل لأجل أن يرحمنا كما يصرح هو في القرآن {ولذلك خلقهم}.
عندما تزاح الحجب المادية والوهمية والعقلية عن الإنسان فسيفوز بتجلي حقيقة كل ما مر شرحه وهو لا يوصف ولا يساوى بحال كما قالوا وحينها يظهر للسالك حقيقة { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} حيث قال المعصوم عليه السلام (ما رأيت شيئا إلا و رأيت الله قبله ومعه وبعده).
وينقل أن أحد تلاميذ الميرزا الملكي التبريزي وهو العارف الشيخ عباس الطهراني: (عندما خرجت البارحة من الكلة رأيت أن العالم ومن فيه قد محي عن بصري، ولم يكن في الوجود موجود غير الحق سبحانه، [ويعلق ناقل القصة] وكأنه شهد مضمون الآيات من سورة الحديد {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ})
لا تنسى أنه (لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين)
إلى هنا ينتهي الحبر ويجف القلم للعجز عن إدراك حقيقة التوحيد لقول الإمام الصادق عليه السلام: (إن أمرنا سر مستور في سر مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله).
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
| |
|
ابراهيم العبيدي Admin
رقم الضوية : 1 الجنس : الابــــــــــراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 3159 تاريخ الميلاد : 28/03/1973 تاريخ التسجيل : 07/12/2012 السٌّمعَة : 0 نقاط التقيم : 4247 العمر : 51 الموقع : منتديات شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : مؤسس المنتدى المزاج : لا باس
| موضوع: رد: تفسير سورة الإخلاص وفواتح الحديد الخميس يناير 17, 2013 4:41 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الاطهار وعجل فرجهم ورحمنا بهم شكرآ للموضوع بارك الله بك
| |
|