عندَ الضَّريح رأيتُهُ يبكي الأنينْ
يشكو ويدعو يستغيثُ ويستكينْ
وتُتمتِمُ الشَّفتانِ بالصَّوت الحزينْ
ما خاب مَنْ وافۍ أمير المؤمنين
...
ٳنْ ضاقَ مِنْ كُثْرِ الهمومِ بك الفضا
والذنبُ أشعلَ في الحشا جمرَ الغضا
يمِّم فؤادَكَ شطرَ وجهِ المرتضى
ما خاب مَنْ وافى أمير المؤمنين
...
حُطَّ الرِّحالَ إذا وقفتَ ببابِهِ
وانثرْ دموعَ الشوقِ فوقِ ترابِهِ
ثمَّ امسح الوجناتِ في أعتابِهِ
ما خاب مَنْ وافى أمير المؤمنينْ
...
سِرْ نحو مرقَدِهِ بقلبٍ خاشعِ
واجلسَ إزاءَ القبرِ جلسةَ خاضعِ
وانظرْ إليهِ بطرفِ عينٍ دامعِ
ما خاب مَنْ وافى أمير المؤمنينْ
سَلِّم عليهِ كما يليقُ بِقَدرِهِ
فاللهُ أودَعَ سرَّهُ في صدرِهِ
واعلمْ بأنَّ الكونَ طافَ بقبرِهِ
ما خاب مَنْ وافى أمير المؤمنين
قلْ: (يا أمين الله) عانَدَني الزَّمنْ
والذنبُ أثقلني وأوهتني المِحَنْ
حاشا يخيبُ مَن التَجَا لأبي الحسنْ
ما خاب مَنْ وافى أمير المؤمنين
بُحْ بالهمومِ وبُثَّ شكواها إليهْ
واذكرْ ذنوبَكَ وهْيَ لا تخفى عليهْ
علمُ الخفايا اللهُ أودعهُ لديهْ
ما خاب مَنْ وافى أمير المؤمنينْ..،
السلام عليك يا امير المؤمنين علي ورحمة الله وبركاته