أتيت عرياناً وتذهب كذلك

أتيت عرياناً وتذهب كذلك


لقد جئت إلى الدنيا عرياناً تتقلب على أيدي أسرتك يضعوك في المهدِ
ويجففون ملابسك
عزيزاً كنت من قِبل والدييـك وكانوا دائماً يسعون لأنْ
يحفظوك من كلِ مكروه , بعد ذلـك تلطّفَ اللُه عليكَ وكبُرت وحباك عيالاً
وأولاداً وداراً ومعيشة ... وعلى آخـر عمرك تتناقلُك الأيـادي ليُعيروك ثانية مثلما
كنت ابتداءً . فإذا ما كنت من السائرين على نهج " محمد وآلـ محمد " الداعي الإلهـي
وبعدها طُلِبتَ إلى حياة ما بعدَ الموت وعلِمتَ أن الحياة الدنيا قد انتهتْ
واصبحتَ بعيداً من المالِ والأهل حينها يعروّنك وينزلونك مهدَك الجديد وهو ...
(. القبـر .)
فإذا كان لـك شيء في حياةِ ما بعدَ الموت فإنَّ بناءَ ذلـك كان بيدِك
.(( وما تقدمـوا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله )).


ولاتتصور أن لـك في البرزخ مقام معين هُيّءَ لـك , بل ان المقام والمنزل
الذي ترومـه هو ما صنعته يداك وما عملته أنت تجده أمامك حاضر البنـاء ,
فقد تكون بنيت داراً لعــدّة أمتار ...
أو قد تكون دارك على مــدّ البصر لا نهاية لحدودهـا
.(( ما عندكم ينفذ وما عند الله بـاق )). سورة النحل
وقد يسعفك الحظ فتكون دارك متاخمةً لحدودِ دارِ المصطفى محمـد صلى الله عليه وآلـه وسلم
ولكن عليك أنْ تعلم إنّ العـطاءَ لا يُبـاع بالمجّان
فما صنعت هنـا من خيرات ومبرّات وانفاق مـالي وبدني واعنت ضعيفاً
كل هذا هي لبناتُ لبناءك , فإذا ما أعطيتَ مكاناً في بيتـك لمسكين أو اشتريت داراً لفقير
فإن ذلـك لَنْ يَذهبَ سُــدى وإنما ساهمت في بناء دارِك أنـــت


نسإل الله لنـا ولكمـ حسن العاقبــة وجنة عرضها السماوات والأرض