الرحمة عند الامام علي عليه السلام

الرحمة عند الامام علي عليه السلام


الله اكبر الله اكبر الله اكبر

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج ال بيت محمد

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
وبارك الله بكم ووفقكم الله لنصرة الحق وأهله والله الموفق
يفعل الله ما يشاء بقدرته، ويحكم ما يريد بعزته
تقبل الله طاعاتكم

ان الشجاعة والقوة والاقدام لا تجتمع عادة مع الرقة والحنان والرحمة .

فانك ترى الشجاع الصلب قاسيا متشددا ، والحنون قليل الاقدام ، الا الامام عليه السلام

فانه جمع بينهما باوفى ما يكون الجمع فكان مثالا في هذه وفي تلك .

فكان الامام عليه السلام يتعامل مع رعيته على اساس من الرحمة والمحبة والاخوة ،

وكان في تلك الفترة من الزمن ، تخشى الرعية حاكمها الا رعية الامام علي عليه السلام

حيث حدث العكس فخشى الامام رعيته وعبر عن ذلك في خطبة له

قائلا " .... ولقد اصبحت الامم تخاف ظلم رعاتها ، واصبحت اخاف ظلم رعيتي "

كما ان وصاياه لعماله شواهد واضحة على رحمة الامام واحترامه وحبه لرعيته فلم نسمع

عن مثل هذه العهود والوصايا التي بقيت وستبقى خالده تنهل منها الاجيال الدروس والعبر .

وعظمة هذا الامام عليه السلام وهذا الدين العظيم ، ففي عهده لمحمد ابن ابي بكر حينما ولاه مصر

يقول الامام عليه السلام " فاخفض لهم جناحك والن لهم جانبك ، وابسط لهم وجهك ........."

اما عهد الامام لمالك الاشتر فيمثل قمة العطف ، حيث يوصي الامام مالك الاشتر بحبهم من كل قلبه

ومسامحتهم حتى وان وقع منهم الخطاء لانهم معرضين لذلك بقصد او دون قصد ،

وهذه الرحمة الفياضة التي يمتلكها الامام لم تقتصر على المسلمين بل شملت الانسانية جمعاء ،

فحتى غير المسلم فهو نظير الحاكم في الخلق من كونه انسان ذو احاسيس ومشاعر فيجب مراعاتها

لان الانسان اخو الانسان كلنا لادم وادم من تراب ، يقول الامام ع لمالك الاشتر

" واشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبة لهم والعطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم

فانهم صنفان اما اخ لك في الدين ، واما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل

ويؤتى على ايديهم في العمد والخطأ، فاعطهم من عفوك وصفحك ، مثل الذي تحب وترضى

ان يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فانك فوقهم ، وولي الامر فوقك ، والله فوق من ولاك " .

ان وصية الامام علي عليه السلام لابنه الحسن في المحبه والتوادد للناس والرحمة بهم

تمثل اروع الصور الانسانية في هذا الجانب حيث يقول الامام عليه السلام :" يابني ، اجعل نفسك ميزانا

فيما بينك وبين غيرك ، فاحب لغيرك ماتحب لنفسك ، واكره له ماتكره لها ، ولا تظلم كما لا تحب

ان تظلم ، واحسن كما تحب ان يحسن اليك ، واستقبح من نفسك ، ما تستقبح من غيرك ،

وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك ، ولا تقل ما لاتعلم وان قل ما تعلم ، ولا تقل

ما لا تحب ان يقال لك ........"

الامام علي عليه السلام بكل ما يحمل من قوة وشجاعة وصبر على تحمل البلاء قل نظيره

الا ان هذا الامام عليه السلام اضعف ما يكون عندما توفة سيدة نساء العالمين عليها السلام

زوجته حيث يكون حزنه ابديا حتى يفارق الحياة وليله يقضيه بالسهر على فراق الحبيبة ، حيث

يقول كلاما حزينا يكسر القلب "" ومن كلام روي انه قاله عند دفن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

:" السلام عليك يارسول الله عني وعن ابنتك النازله في جوارك ، والسريعة اللحاق بك .

قل يارسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلدي ، الا ان لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز .

اما حزني فسرمد ، واما ليلي فمسهد الى ان يختار الله لي دارك التي انت بها مقيم ""

ان رافة الامام علي عليه السلام ورحمته لم تقتصر على الانسان بل شملت الحيوانات والاراضي ، فهو

الذي يقول :" ....... والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة

اسلبها جلب شعيرة ما فعلت ...... "

كما قال عليه السلام "" اتقوا الله في عباده وبلاده فانكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم ""



المبحث الرابع : من الفصل الثالث : من كتاب السياسة عند الامام علي عليه السلام
( مخطوط المؤلف مطلق الغزالي )

المصادر
1_ نهج البلاغة
2_ جورج جرداق " روائع نهج البلاغة

3_ محمد طي "الامام علي ومشكلة نظام الحكم