لماذا اخفى الله سبحانه وتعالى الاجال عن الناس ؟؟؟؟؟؟
من رحمة الله - عزوجل- بعباده انه اخفى عنهم اوان حلول الأجل والانتقال من دار الدنيا الى دار الآخرة، لكي يكون ذلك لهم دافعاً الى العمل للآخرة واعمارها بصالحات الأعمال والباقيات الصالحات بروح من يرى نفسه وكأنه يموت غداً كما ورد في وصية مولانا الحسن المجتبى (لماذا اخفى الله سبحانه وتعالى).
ومن رحماته - تبارك وتعالى- الخاصة بالمؤمنين هو ان يلهمهم بقرب حلول الأجل لكي يكثفوا من استعدادهم للموت، ونماذج ذلك كثيرة منها الحادثة التي نقلها السيد المحدث نعمة الله الجزائري صاحب كتاب الانوار النعمانية بشأن العارف السيد علي خان مؤلف كتاب رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (لماذا اخفى الله سبحانه وتعالى).
فقد ذكر السيد الجزائري انه زار السيد علي خان في عامه الأخير فرأى الشيب ظاهراً على لحيته الكريمة فسأله: لماذا لا تخضبها كما جرت بذلك السنة وكنت تلتزم بذلك من قبل.
اجاب السيد علي خان: لقد اردت كتابة تفسير كامل للقرآن الكريم فتفألت بكتاب الله فخرج لي قوله تعالى «وان له عندنا لزلفى وحسن مآب»، فعلمت باقتراب اجلي، فبدأت بكتابة تفسير موجز وتركت الخضاب لكي القى الله بلحية بيضاء.
وبالفعل فقد توفي السيد بعد عام من ذلك (رضوان الله عليه) وهو في اجواء القرآن الكريم وتفسيره فطوبى له وحسن مآب.
ولقد صدق الشاعر في حكمته البليغة حيث يقول:
اذا هبت رياحك فأغتنمها
فعقبى كل خافقة سكون
ولا تغفل عن الأحسان تيهاً
ولا تدري السكون متى يكون ..