[SIZE="4"]
اللهم صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك .
اللهم صلِّ على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين[/SIZE]
[SIZE="5"]روى الحافظ القندوزي الحنفي بسنده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال:
«جاء يهودي من يهود المدينة إلى علي- كرم اللَّه وجهه- قال: إني أسألك عن ثلاث وثلاث وعن واحدة فقال علي: لم لا تقول أسألك عن سبع؟ قال: أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن الثلاث الأخر، فان اصبت فيهن سألتك عن الواحدة فقال علي: ما تدري إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت، فأخرج اليهودي من كمّه كتاباً عتيقاً، قال: هذا ورئته عن آبائي وأجدادي عن هارون جدي إملاء موسى بن عمران وخط هارون بن عمران عليهما السلام وفيه هذه المسألة التي أسألك عنها، قال علي: ان أجبتك بالصواب فيهن لتسلم؟ فقال: واللَّه أسلم الساعة على يديك ان أجبتني بالصواب فيهن، قال له: سل.
قال: أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض، وعن أول شجرة نبتت على وجه الأرض، وعن أول عين نبعت على وجه الأرض.
قال: أما أول حجر وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس، وكذبوا، ولكن هو الحجر الأسود نزل به آدم عليه السّلام من الجنة فوضعه في ركن البيت، والناس يتمسحون به ويقبلونه ويجدون العهد والميثاق، لأنه كان ملكاً ابتلع كتاب العهد والميثاق، وكان مع آدم في جنته، فلما خرج آدم خرج هو فصار حجراً، قال اليهودي: صدقت قال علي: وأما أول شجرة نبتت على الأرض فان اليهود يزعمون أنها الزيتونة، وكذبوا ولكنها نخلة من العجوة نزل بها آدم من الجنة فأصل كلّ النخلة العجوة، قال اليهودي: صدقت. قال علي- كرم اللَّه وجهه-: وأما أول عين نبعت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها العين التي كانت تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا، ولكنها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة، فلما أصابها ماء العين حيبت وعاشت وشربت منه فاتبعها موسى وصاحبه الخضر، قال اليهودي: صدقت.
قال علي: سل عن الثلاث الأخر، قال: أخبرني كم لهذه الأمة بعد نبيها من إمام. وأخبرني عن منزل محمّد أين هو في الجنة، وأخبرني من يسكن معه في منزله؟ قال علي: لهذه الأمة بعد نبيها إثنا عشر إماماً لا يضرهم خلاف من خالفهم، قال اليهودي صدقت. قال علي: ينزل محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في جنة عدن وهي وسط الجنان وأعلاها وأقربها من عرش الرحمان جل جلاله، قال اليهودي: صدقت. قال علي: والذي يسكن معه في الجنة هؤلاء الأئمة الإثنا عشر، أولهم أنا وآخرنا القائم المهدي، قال: صدقت. قال علي: سل عن الواحدة، قال:
أخبرني كم تعيش بعد نبيك وهل تموت أو تقتل؟ قال: أعيش بعده ثلاثين سنة وتخضب هذه (أشار بلحيته) من هذا (أشار برأسه الشريف) فقال اليهودي:
أشهد أن لا إله إلّااللَّه، وأشهد أن محمّداً رسول اللَّه وأشهد انك وصي رسول اللَّه «١»».
-----------------[/SIZE]
[SIZE="4"](١) ينابيع المودة، الباب السادس والسبعون ص ٤٤٣، وانظر فرائد السمطين ج ١ ص ٣٥٤ رقم ٢٨٠.[/SIZE]