أقسام الطهارة

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ...
-------------------------
أقسام الطهارة
تنقسم الطّهارة بحسب استعمال لفظها الى ثلاثة أقسام :
1. الطّهارة الحُكميّة .
2. الطّهارة الماديّة .
3. الطّهارة المعنويّة .
والسر في هذا الانقسام هو انقسام ما يُتطهّر منه وهو الوسخ والدنس والنجاسة الى ثلاثة أقسام :
1. الدَّنس الحُكميّ .
2. الدَّنس الماديّ .
3. الدَّنس المعنويّ .
فالطّهارة من الدَّنس الحُكميّ تسمّى الطّهارة الحُكميّة ، والطّهارة من الدَّنس الماديّ تسمّى الطّهارة الماديّة ، والتطهّر من الدَّنس
المعنويّ يسمّى الطهارة المعنويّة .
الدَّنس الحُكميّ والطّهارة الحُكميّة
والمقصود من الدَّنس الحُكميّ هو ما حكم الشارع بكونه دنساً وقذارة ونجاسة بحيث لولا حكم الشارع هذا لما اهتدى العقل الى
الحكم بنجاسته ولما عرفنا كونه دنساً ، وعليه فالمقصود من الطهارة الحكمية هي ما حكم الشارع بكونه طهارة من الدنس الحكمي
وتنقسم الطهارة الحكمية الى قسمين :
أ / الطهارة الحدثية : وهي الطهارة من دنس الحدث وتتحقق بالوضوء أو الغسل أو التيمم .
فالحالة الناتجة عن النوم أو خروج البول وهكذا باقي نواقض الوضوء تسمى الحدث والدنس الحكمي ورفع هذه الحالة والطهارة
منها بالوضوء أو الغسل أو التيمم تسمى بالطهارة الحدثية أو الطهارة الحكمية ، إذ لولا حكم الشارع بكون أثر النوم حدثاً ودنساً ما
التفت العقل الى كونه دنساً ، ولولا حكمه بكون الوضوء مطهراً ورافعاً لهذه الحالة لم نتفطن الى ذلك لذا تسمى بالطهارة الشرعية
أيضاً لأن الشرع هو الحاكم بها .
ب / الطهارة الخبثية : وهي الطهارة من دنس الخبث وأعيان النجاسات كالبول والدم ونحوهما ، فلولا حكم الشارع بكون البول خبثاً
ونجاسة لما حكمنا بنجاسته ولما أدركنا ذلك بعقولنا ولذا سمي نجاسة حكمية .
إذن انقسام الطهارة الحكمية الى هذين القسمين هو لأجل انقسام الدنس الحكمي الى قسمين : الحدث والخبث .
الدنس المادي والطهارة المادية
ويراد بالدنس المادي الوساخة العرفية الناتجة من الغبار والتعرق مثلاً ونحو ذلك وعليه فالطهارة المادية هي عبارة عن تنظيف
البدن والثياب ونحوهما من الأوساخ ، فيكون المقصود من الطهارة هنا المعنى اللغوي وهو النظافة بخلاف الطهارة الحكمية فيراد
منها المعنى الاصطلاحي الفقهي ، هذا وقد يطلق الدنس المادي على أعيان النجاسات وتطلق الطهارة المادية على التطهر من
الخبث باعتبار أن البول والدم ونحوهما نجاسات مادية كالأوساخ العرفية فهي بلحاظ كون الحاكم بدنسها ونجاستها هو الشارع
فهي نجاسة حكمية وبلحاظ كونها شيء مادي محسوس فهي دنس مادي .
الدنس المعنوي والطهارة المعنوية
والمقصود من الدنس المعنوي التلوث الروحي والقلبي بالذنوب ورذائل الأخلاق وذميم الصفات فيكون المراد من الطهارة المعنوية
تهذيب النفس والتأدب بالأخلاق والتحلي بالصفات الحميدة والتنزه عن الفواحش والآثام ، وهو المعنى المشار اليه في عديد الآيات
كقوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب / 33 ، وقوله : ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا
مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) آل عمران / 42 ، وقال سبحانه : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ
وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) التوبة / 103 ، وقال جلّ شأنه : ( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )
الواقعة / 79 ، وقوله : ( وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ) المائدة / 6 ، وقوله : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) التوبة / 108 ، وغيرها من الآيات .
وسمي بالدنس المعنوي والطهارة المعنوية لعدم إدراك ذلك بالحس بل المُدرك له الوجدان والعقل في مقابل الدنس المادي والطهارة
المادية ، وأحياناً يطلق لفظ الطهارة المعنوية على الوضوء باعتبار أن الطهارة المعنوية من آثار الوضوء وأنه من موجباتها .
وما يهم الفقيه هو القسم الأول وهي الطهارة الحكمية وهي معنى الطهارة في الاصطلاح الفقهي ، فالبحث الفقهي يتناول الطهارة
بهذا المعنى ويبحث في الطهارة الحكمية بكلا قسميها الحدثية والخبثية ، مع التعرض أحياناً الى الطهارة بالمعنيين الآخرين
فالمقصود من كتاب الطهارة في الرسائل العملية البحث في المسائل التي موضوعها النجاسة الحكمية والطهارة الحكمية سواء ما
يتعلق منها بالحدث أو الخبث .
فالطهارة في الاصطلاح الفقهي : هي رفع الحدث بالوضوء أو الغسل أو التيمم وإزالة الخبث بالماء ونحوه من المطهرات .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين