الدعاء في غيبة القائم عليه السلام
- حدَّثنا أبو محمد الحسين بن أحمد المكتِّب قال : حدَّثنا أبو عليِّ بن همِّام بهذا الدعاء ، وذكر أنَّ الشيخ العمريَّ قدس الله روحه أملاه عليه وأره أن يدعو به وهو الدُّعاء في غيبة القائم عليه السلام .
(( اللّهمَّ عرِّفني نفسك ، فإنّك إن لم تعرِّفني نفسك لم أعرف نبيِّك ، اللّهمَّ عرِّفني نبيِّك فإنّك إن لم تعرِّفني نبيِّك لم أعرف حجِّتك ، اللّهمَّ عرِّفني حجِّتك فإنّك إن لم تعرِّفني حجِّتك ضللت عن ديني ، اللّهمَّ لا تمتني ميتة جاهلية ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، اللّهمَّ فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليَّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليَّاً ومحمّداً وجعفراً وموسى وعليَّاً ومحمّداً وعليَّاً والحسن والحجّة القائم المهديَّ صلوات الله عليهم أجمعين ، اللّهمَّ فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك ، وليِّن قلبي لوليِّ أمرك ، وعافني مما امتحنت به خلقك ، وثبِّتني على طاعة وليِّ أمرك الذي سترته عن خلقك ، فبإذنك غاب عن بريِّتك ، وأمرك ينتظر وأنت العالم غير المعلّم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره ، فصبِّرني على ذلك حتى لا أحبَّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجلت ، ولا أكشف عما سترته ، ولا أبحث عما كتمته ، ولا أنازعك في تدبيرك ولا أقول : لِمَ وكيف ؟ وما بال وليُّ اللأمر لا يظهر ؟ وقد امتلأت الأرض من الجور ؟ . وأفوض أموري كلها إليك .
اللّهمَّ إني أسألك أن تُريني وليَّ أمرك ظاهراً نافذاً لأمرك مع علمي بأنَّ لك السلطان والقدرة والبرهان والحجَّة والمشيئة والارادة والحول والقوة ، فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليّك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هادياً من الضلالة ، شافياً من الجهالة ، وأبرز يا ربِّ مشاهده ، وثبّت قواعده ةاجعلنا ممن تقر عينه برؤيته وأفمنا بخدمنه وتوفنا على ملته واحشرنا في زومرته .
اللّهمَّ أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصوَّرت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصيَّ رسولك . اللّهمَّ ومدَّ في عمره ، وزد في أجله وأعنه على ما أوليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له فإنه الهادي والمهتدي والقائم المهدي ، والطاهر التقي النقي الزكي الرضي المرضي ، الصابر المجتهد الشكور .
اللّهمَّ ولا تسلبنا اليقين لِطول الأمد في غيبته وانقطاع خبره عنّا ، ولا تُنسنا ذكره وانتظاره والايمان وقوة اليقين في ظهوره والدُّعاء له الصلاة عليه حتى لا يقنّطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه وآله ، وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، و قوِّ قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى والحجّة العظمى والطريقة الوسطى ، و قوِّنا على طاعته وثبتنا على متابعته واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ، والرَّضين بفعله ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتى تتوفانا ونحن على ذلك غير شاكّين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذَّبين .
اللّهمَّ عجّل فرجه وأيّده بالنصره ، وانصر ناصريه واخذل خاذليه ، ودمّر على من نصب له وكذَّب به وأظهر به الحقَّ ، وأمت به الباطل واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذُّلِّ ، وانعش به البلاد واقتل به جبابرة الكفر واقصم به رؤوس الضلالة وذلل به الجبارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرِّها وبحرها وسهلها وجبلها حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم آثاراً ، وتطهر منهم بلادك واشف منهم صدور عبادك ، وجدِّد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به ما بُدِّل من حُكمك ، وغُيّر من سنّتك حتى يعود دينك به وعلى يديه غَضّاً جديداً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه حتى تُطفئ بعدله نيران الكافرين فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك وارتضيته لنُصرة نبيّك واصطفيته بعلمك وعصمته من الذنوب وبرّأته من العيوب وأطلعته على الغيوب وأنعمت عليه وطهرته من الرِّجس ونقّيته من الدَّنس .
اللّهمَّ فصلِّ عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين وعلى شيعتهم المنتجبين وبّلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون واجعل ذلك منا خالصاً من كلِّ شكٍّ وشبهة ورياء وسمعة حتى لا نريد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك .
اللّهمَّ إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا وغيبة وليّنا وشدَّة الزَّمان علينا ووقوع الفتن بنا ، وتظاهر الأعداء علينا وكثرة عدوِّنا ، وقلّة عددنا .
اللّهمَّ فافرج ذلك بفتح منك تعجّله ونصرٍ منك تعزُّه ، وإمام عدل تُظهره إله الحقِّ ربَّ العالمين .
اللّهمَّ إنّا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور يا ربِّ دعامة إلا قصمتها ولا بنيّة إلا أفنيتها ، ولا قوة إلا أوهنتها ولا ركناً إلا هددته ولا أحداً إلا فللته ولا سلاحاً إلا أكللته ولا رايه إلا نكستها ، وشجاعاً إلا قتلته ، ولا جيشاً إلا خذلته ، وارمهم يا ربِّ بحجرك الدَّامغ واضربهم بسيفك القاطع وببأسك الذي لا تردُّه عن القوم المجرمين ، وعذِّب أعدائك وأعداء دينك وأعداء رسولك بيد وليّك وأيدي عبادك المؤمنين .
اللّهمَّ اكف وليّك وحجّتك في أرضك هول عدوِّه وكِد من كادَه وامكر من مكر به واجعل دائرة السّوء على من أراد به سُوءاً ، واقطع عنه مادَّتهم ، وارعب له قلوبهم ، وزلزل له أقدامهم ، وخذهم جهرة وبغتة ، وشدَّد عليهم عقابك ، واخزهم في عبادك والعنهم في بلادك ، وأسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشدَّ عذابك ، وأصلهم ناراً واحش قبور موتاهم ناراً ، وأصلهم حرَّ نارك ، فإنهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأذلّوا عبادك .
اللّهمَّ وأحي بوليك القرآن ، وأرنا نوره سرمداً لا ظلمة فيه ، وأحي به القلوب الميتة ، وأشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء المختلفة على الحقِّ ، وأقم به الحدود المعطلة والأحكام المهملة حتى لا يبقى حقُّ إلا ظهر ولا عدلٌ إلا زهر ، واجعلنا يا ربِّ من أعوانه ومقوِّي سلطانه والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله ، والمسّلمين لأحكامه ، وممن لا حاجة له به إلى التقيّة من خلقك ، وأنت يا ربِّ الذي تكشف السوء وتجيب المضطرَّ إذا دعاك ، وتنجي من الكرب العظيم ، فأكشف يا ربِّ الضرَّ عن وليك ، واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له .
اللّهمَّ ولا تجعلني من خصماء آل محمد ، ولا تجعلني من أعداء آل محمد ، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيط على آل محمد ، فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني ، وأستجير بك فأجرني .
اللّهمَّ صلِّ على محمد و آل محمد ، واجعلني بهم فائزاً عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين )) .