إن الميل إلى الأهواء والركون إلى الشهوات البهيمية مما يوافق دواعي
الشيطان ، وبذلك تكون حركة الإنسان نحوها سريعة للغاية لو استرسل في شهواته
ولم يغالبها ، وفي هذا السياق يبدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تعجبه
بقوله : ( كيف يستطيع الهدى من يغلبه الهوى ) ؟. ولكنه في الوقت نفسه فإن
التعالي والسمو إلى درجات القرب من الحق أيضا مما يوافق دواعي الهدى ، وهي
إرادة الحق ورغبته، بل دعوته الأكيدة للناس إليه . فكما أن الهوى في عالم
التكوين سائق لصاحبه إلى الهاوية ، فإن ( مشيئة ) الحق ، وإرداته (
التشريعية ) لطهارة العبيد كذلك ( تيسّر ) سبيل الوصول لمن تعرض لنفحات تلك
الإرادة التي عبّر عنها الحق في آياته الكريمة .