وفاء موسوي عضو متألق
رقم الضوية : 31 الجنس : عدد المساهمات : 1949 تاريخ التسجيل : 06/02/2013 السٌّمعَة : 0 نقاط التقيم : 4771 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة المميزة
| موضوع: ثمرة الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر الخميس مارس 28, 2013 2:28 pm | |
| ثمرة الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر إن نفس الإنسان وما فيها من المفاهيم والغرائز ، كبستان يحوي مجموعة من بذور أو نباتات مختلفة ، ضارة ونافعة يعتمد نموها على نوع السماد والمياه التي تسقى بها وكميتها ، فإذا سقيت بماء إبليس والنفس والهوى أخذت النباتات الضارة والأفكار والغرائز الخبيثة طريقها إلى النمو والاثمار حتى تصل إلى مستوى معين من النمو والإنضاج ، وبعد توسط عملية نفسية (عقلية أو غير عقلية) تتحول إلى مشاعر وأحاسيس خبيثة وشريرة ، وإذا استمر السقي بذلك الماء الشيطاني أخذت هذه المشاعر والأحاسيس بالنمو والنضوج حتى تصل إلى مرحلة النضوج التام وبعد توسط عملية نفسية أُخرى ستندفع وتتحرك الأعصاب والعضلات فتتحول تلك المشاعر والأحاسيس إلى سلوك ونشاط بشري يتمثل بالخبث والمكر والخداع والكذب والكفر وغيرها من الشروط من رذائل الأخلاق وقبائح المعاصي والذنوب . ونفس المراحل تمر فيما لو كان السقي لتلك المفاهيم والغرائز بالماء الطاهر القدسي للخالق الحكيم والنبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين(عليهم السلام) ، أخذت البذور والنباتات النافعة والأفكار والغرائز الطيبة الكريمة طريقها إلى النمو والأثمار حتى تصل إلى مستوى معين من النمو والإنضاج وبعد توسط عملية نفسية تتحول إلى مشاعر وأحاسيس مثالية نقية زكيه صادقة ، وإذا استمر السقي بذلك الماء الرحماني الطاهر أخذت هذه المشاعر بالنمو والنضوج حتى تصل إلى مرحلة النضوج التام وبعد توسط عملية نفسية أُخرى ستندفع وتتحرك الأعصاب والعضلات ، فتتحول تلك المشاعر والأحاسيس إلى سلوك ونشاط بشري يتمثل بالرضا والإحسان والسلم والأمان والصدق والإيثار ، والصلاة والصوم والحج وغيرها من مكارم الأخلاق ومحاسن الطاعة والامتثال . وقد أشار أمير المؤمنين(u) إلى هذا المعنى في قوله(u): {..... وأعلم أن لكل عمل نباتاً ، وكل نبات لا غنى به عن الماء ، والمياه مختلفة ، فما طاب سقيه طاب غرسه وحلّت ثمرته ، وما خَبُثَ سقيه خَبُثَ غرسه وأمرّت ثمرتـُه } . ولو أجرينا فحصا واختبارنا مجموعة من الناس فإننا نجد (مثلاً) الجميع أو الأغلب يمتلك عدداً من الغرائز والمفاهيم ، وهذه لا تتحول جميعها إلى مشاعر وأحاسيس بل بعضها كالثلث (مثلاً) ، وهذا الثلث الذي يمثل المشاعر والأحاسيس لا يتحول جميعه إلى سلوك ونشاط بل بعضه كالثلث (مثلاً) ، ففي هذا المثال يتحول فقط (1\9) تسع المفاهيم والغرائز إلى سلوك ، والسبب في هذا يرجع إلى عمق وقوة المفاهيم وضعفها ، فالمفهوم الأعمق والأقوى يأخذ طريقه فيتحول ويتجسد في النفس إحساساً بينما المفهوم الأضعف يبقى مجرد مفهوم في الذهن ، وفيما يخص الأحاسيس والمشاعر فإن الإحساس الأقوى يأخذ طريقة فيتحول ويتجسد سلوكا بينما الإحساس الأضعف يبقى مجرد إحساس مختزن في صفحة النفس ، ومما سبق تتضح حاجة الإنسان الضرورية للدين لأنه يميّز المفاهيم والغرائز الخيرة والحسنة ويعطي التربية الصحيحة والمنهج المناسب لتنميتها وتحويلها إلى أحاسيس ومشاعر وبالتالي إلى سلوك ونشاط خيّر يتميز به الإنسان عن البهائم من خلال تربية نفسه وبناء جسور المحبة والتعاون بينه وبين أخيه الإنسان ، ولا يخفى إن الصلاة تمثل ابرز الوسائل التي أصدرها الشارع المقدس لتحقيق ذلك الغرض في تأسيس الاستعداد الذهني والنفسي والمادي للنهي عن الفحشاء والمنكر وبالتالي التأثير على السلوك الطيّب المثالي الإسلامي الرسالي وإبرازه وتنميته ، والصلاة تنهى على الفحشاء والمنكر بمرحلتين :
المرحلة الأولى : مرحلة الإدراك العقلي إن النفس الأمارة والهوى والشهوات تمثل العامل الذاتي الذي ينازع النفس ويحجب العقول عن الاعتقاد والجزم بالغيب ويتدخل سلبياً في تخفيض درجة اليقين عند الإنسان ، وقد تصدى الشارع الأقدس لمعالجة هذا العامل الذاتي من أجل توفير الإيمان اليقيني عند الإنسان ، وترجع المعالجة إلى نقطتين أساسيتين : 1- تعويد النفس على استعمال العقل في نقد وتحليل العامل الذاتي . 2- محاسبة النفس وإرشادها وتأديبها لتصحيح سلوكها ونشاطها ، لأن السلوك المنحرف يركّز ويكثّف العامل الذاتي ويزيد من تأثيراته . والصلاة بإعتبارها الركن الرئيس والأهم في التربية ومعالجة كلا النقطتين السابقتين ، حيث يكون للصلاة عدة تأثيرات تدخل في التربية والعلاج منها : أولاً :- إن الصلاة تزيل عن العقل أغشية الجهل وأدران وشوائب الذنوب والخطايا وآثار الأهواء ، ويحصل ذلك بالإبتعاد الخارجي الفعلي عن تلك المنكرات وبالعيش مع روح ومعنى الصلاة في أثنائها وفي غير ذلك . ثانياً :- إن الصلاة تعطي موقفاً وتجسيداً عملياً من الانضباط والامتثال والاعتدال بين يدي الله ، فنجعل العقل يحس ويعيش هذه القضية بصورة مباشرة وواقعية من الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. فالصلاة تعمل على صقل وتجديد وتعميق الإيمان واليقين وصقل وتجديد قوة الإدراك عند الإنسان بعد أن تكون قد تعرضت قوة الإدراك والإيمان لأنواع من التشويش والتضييع. وقد أشار الشارع الأقدس إلى ذلك بأن الفحشاء والمنكر لها تأثير سلبي على تفكير الإنسان وإدراكه وإيمانه ويقينه ، حيث تؤدي إلى سقم وانحراف في التفكير فيختار طريق الضلال والظلام والكفر والإشراك ، ومن تلك الموارد : 1 - قوله تعالى : ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ # فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ # وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ﴾ ( [12]). فالمولى تعالى يشير إلى أن البخل والظلم من المنكرات التي تحجب العقل عن الاعتقاد والجزم بالحق فينتخب طريق الضلالة والتكذيب بالدين ومنه الصلاة ومعانيها . 2 – قوله تعالى : ﴿ أَمْ يَـقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَـنُونِ# .... أَمْ تـَأْمُرُهُمْ أَحْـلامُـهُمْ بِهذا أَمْ هُـمْ قَـوْمٌ طاغُونَ ﴾ ( [13] ). هذه الآية تشير إلى إن طول الأمل والتكبر والظلم والطغيان لها دور رئيس في انحراف الإدراك الذهني وعدم التصديق وعدم اليقين بالحق وعدم اتباعه . 3 - قوله تعالى : ﴿ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ # فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ ﴾ ( [14]) . في هذه الآيات إشارة واضحة إلى الكذب وكيفية تأسيسه للحجب التي تمنع الإنسان من استعمال عقله وتمنع من إدراكه الذهني بصورة متوازنة وصحيحة فينتخب الكاذب طريق الكفر و الانحراف . المرحلة الثانية : مرحلة التطبيق لقد ثبت دور الصلاة في التأثير الإيجابي على سلوك ونشاط الإنسان بإبعاده عن الفحشاء والمنكر ، فلو أجرينا مقارنة في الخارج بين المصلّين وبين غيرهم ممن يشابههم في الظروف الحياتية ، لوجدنا أن نسبة المنكرات والفواحش بين المصلّين أقل بكثير عند غيرهم ، ولو أجرينا مقارنة بين مقدار الفواحش الصادرة من شخص عندما كان تاركاً للصلاة ، وبين مقدار الفواحش الصادرة من نفس الشخص بعدما اهتدى وأصبح من المصلّين ، لوجدنا ان عدد الفواحش والمنكرات قد قل كثيراً . | |
|
ابراهيم العبيدي Admin
رقم الضوية : 1 الجنس : الابــــــــــراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 3159 تاريخ الميلاد : 28/03/1973 تاريخ التسجيل : 07/12/2012 السٌّمعَة : 0 نقاط التقيم : 4247 العمر : 51 الموقع : منتديات شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : مؤسس المنتدى المزاج : لا باس
| موضوع: رد: ثمرة الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر الخميس مارس 28, 2013 5:08 pm | |
| سيدتي العلوية دائمآ تتحفينا بمواضيع رائعة بارك الله بك ننتضر جديدك بشوق | |
|
قمرالليل كله عضو متألق
رقم الضوية : 5 الجنس : عدد المساهمات : 2302 تاريخ التسجيل : 12/01/2013 السٌّمعَة : 1 نقاط التقيم : 3309 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة العامة المزاج : مشتاقة وبعيدة الدرب روووحي
| موضوع: رد: ثمرة الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر الخميس مارس 28, 2013 5:13 pm | |
| اللهم صل على محمد وال محمد مووفقه والى الامام دائما | |
|
وفاء موسوي عضو متألق
رقم الضوية : 31 الجنس : عدد المساهمات : 1949 تاريخ التسجيل : 06/02/2013 السٌّمعَة : 0 نقاط التقيم : 4771 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة المميزة
| موضوع: رد: ثمرة الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر الجمعة مارس 29, 2013 2:17 pm | |
| تسلموااا على مروركم الرائع | |
|