ما معنى كلمة (جا ولعد) بالعراقي
ادب: الـ( جــا ) والـ( لعد ) مفردتان مندائيتان
د. قيس مغشغش السعدي:
كان إرجاعنا للمفردتين العراقيتين الشهيرتين ( أكو.. ماكو) الى أصلهما في اللغة المندائية كوريث أساس للغة الأكدية أم اللغات السامية، كان مثار نقاش في أثناء عرض دراستنا حول اللغة المندائية في مؤتمر جامعة مدينة بوزنان في بولونيا ضمن مؤتمر الأديان غير المسلمة في العراق.
وقد أثار ذلك تحفظات بعض المستشرقين حتى دعمنا ذلك بالمعنى، ثم بالإستشهاد بكلمات أخرى ذات إستخدام شائع في اللغة العراقية المحكية والتي لا يعرف لها أصل عربي أو قد يستهين بها البعض بعدها من المفردات ( الجلفية) التي قد يعاب إستخدامها.
وقد كانت مفاجأتنا مفرحة ولا تقبل التأجيل في الإعلان عن مرجعية الـ( جا) العراقية الى اللغة المندائية. هذه الـ( جا) التي تتقاسم مع الـ( أكو.. ماكو) سمة اللهجة العراقية ، حتى أن من يريد ان يظهر بيان تحدثه باللهجة العراقية فإنه يلجأ الى إستخدام هذه الكلمات الثلاث. أما الـ( أكو.. ماكو) فقد تناولناهما في مقالة سابقة(
http://www.maash.com/forums/showthread.php?t=18191 ) ، وأما الـ( جا) فنقول أن باحثين عديدين حاروا في عائديتها وقد ذهب فيها البعض الى أنها من الكلمة الهندية ( آجا) وقد جاءت مع مربي الجاموس الهنود يوم إستقدموا للعراق مع جاموسهم. أو هي تحوير لكلمة (أكو) بقلب الكاف جيما والواو ألفا لتكون( أجا) ثم ( جا) أو أنها من المقطع ( كا). وكذلك حاروا في معناها كلازمة فقط أم أنها تفيد المعنى في الإستدلال بتثبيت الظرفية خاصة وأنها تسبق السؤال بكيف وأين وماذا ويقابل لفظة الـ (جا) كلمة ( لعـد) البغدادية. فالسؤال (جا وين؟) يقابله (لعد وين؟).. وهكذا. ولذا تجد البعض حينما يريد أن يتبغدد ويرتقي على لهجة الجنوب العراقية في الـ(جا) يقول الـ( لعـد). مع أن كلمة ( لعـد) متكونة من (لا) و ( عاد). والـ(عاد) هنا ليس بمعنى العودة ولا بمعنى العادة أو أي معنى مشابه في اللغة العربية الفصيحة. وإذا إعتمدنا أن (لا) هي أداة نفي في العربية والمندائية، فإن كلمة (عاد) هي ما تحتاج الى متابعة. ونجد في اللغة المندائية كلمة ( آد) تعني( فإن ،إذن، الى حين، حتى) وهي تفيد المعنى ذاته خاصة إن فرقنا الكلمتين كما في بيت الشعر الدارمي( دكم سترتك زين لا عاد أشتم..). وبذا تكون الـ ( لعد) البغدادية هي ربط بين لا وحتى أو الى حين أو إذن . ويكون المعنى أوضح في (كافي عاد) و ( بس عاد أما الـ(جا) فقد قادنا البحث فيها الى أنها من أساس الفعل ( شا: ش، ا، ا) في اللغة المندائية. ولأنه من المعتاد أن يقلب لفظ حرف الشين في بعض الكلمات في لهجة الجنوب العراقي الى (جـ) ذلك أن هذا االصوت ليس من اصوات الأبجدية المندائية ولا العربية، فإن ال( شا) تصبح (جا) . ويتأكد ذلك من خلال معنى الفعل ( شا) في اللغة المندائية والذي يفيد : التكلم، التحدث، المناقشة ، الذكر. وهذا تماما ما يراد به في ذكر كلمة الـ(جا) حيث ترد دائما مقرونة بكلمة أخرى مثل: جا شلون: قل كيف؟ جا وين: إذكر أين؟ جا شمالك: قل ما بك؟ وهكذا فهي مرتبطة بالسؤال والإستفسار والطلب من المقابل أن يذكر: كيف وكم ومتى وأين ولماذا؟ ومن أصل هذا الفعل تشتق كلمة ( شيتا) بمعنى الكلام في اللغة المندائية، وكلمة(شوتا) بمعنى القول وهي ليس بعيدة عن الكلمة العربية ( الصوت). ويرد في الأدب المندائي : ( هازن هي شوتا قدمايتا) بمعنى: هذا هو الصوت الأقدم، الذي نادى به الحق لمعرفة الخالق وتوحيده في أنه الدين الأول.
كما أن مئات الكلمات التي مازالت مستخدمة و شائعة في اللغة المحكية العراقية وبخاصة في جنوب العراق هي أدواتنا لمقابلة هذا الفريق في أن المنشأ والوجود والبقاء المندائي إنما هو بلاد ما بين النهرين. بل أن للمندائيين بناءاتهم المؤسسة في هذا الوطن العراق، وإن جادل مجادلون فهذه لغتهم في الـ( أكو، ماكو، جا، لعد، يمعود....والمئات التي نقوم بتوثيقها الآن).
كيف لا يؤلمنا إذن إستهدافهم من قبل الطارئين على العراق. وكيف لا يعصرنا إذن ألم نزوحهم الإجباري اليوم من العراق. تاركين فيه تعميدهم الذي لا يرتقيه أي تعميد في ماء غير ماء الفرات، فهو ( فراش زيوا: الفرات النوراني)! وتاركين مفردات لغتهم التي سيبقى العراق يتحدثها لغة محكية في الوقت الذي يضطرون هم من جديد الى تعلم لغات بلدان اللجوء.
و هنالك بحث اخر منفصل عن الاعلى :-
ان كلمة جا المستعملة في الجنوب بكثرة والوسط العراقي تقريبا وبشكل ملحوظ جدا في مدينة النجف الأشرف والتي من خلالها يمكن تمييز موقع وسكن المواطن العراقي
هي كلمة حضارية قديمة اشورية وتعني حبيبي
يعني اذا احد قال لك جا وين يعني حبيبي وين وهكذا انظر الى مدى الرقة
والأسلوب في الحديث الجميل
وهناك رأي اخر يقول ان لفظة جا وهي تعني أذن هو الكلمة الأرامية كا والتي
تعطي نفس المعنى وتستخدم بنفس الطريقة خاصة قبل الأفعال
وهي كلمة مستخدمة الى حد الأن في القصائد الأرامية
مما راق لي نقله لكم