وفاء موسوي عضو متألق
رقم الضوية : 31 الجنس : عدد المساهمات : 1949 تاريخ التسجيل : 06/02/2013 السٌّمعَة : 0 نقاط التقيم : 4771 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة المميزة
| موضوع: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه!! الأربعاء مارس 06, 2013 8:11 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عز وجل في كتابه الكريم في سورة (ق): (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَـنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الَْيمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ( 17 ) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْل إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ( 18 )) بالإضافة إلى إحاطة علم الله «التامّة» على ظاهر الإنسان وباطنه، فهنالك ملكان مأموران بحفظ ما يصدر منه عن يمينه وشماله، وهما معه دائماً ولا ينفصلان عنه لتتمّ الحجّة عليه عن هذا الطريق أكثر، ولتتأكّد مسألة الحساب (حساب الأعمال). كلمة «تلقّى» معناها الأخذ والتسلّم، و «المتلقّيان» هما ملكان مأموران بثبت أعمال الناس. وكلمة «قعيد» مأخوذة من القعود ومعناها «جالس»(1) والمراد بالقعيد هنا الرقيب والملازم للإنسان، وبتعبير آخر أنّ الآية هذه لا تعني أنّ الملكين جالسين عن يمين الإنسان وعن شماله، لأنّ الإنسان يكون في حال السير تارةً، واُخرى في حال الجلوس، بل التعبير هنا هو كناية عن وجودهما مع الإنسان وهما يترصدّان أعماله. ويحتمل أيضاً أنّهما قعيدان على كتفي الإنسان الأيمن والأيسر، أو أنّهما قعيدان عند نابيه أو ناجذيه دائماً ويسجّلان أعماله، وهناك إشارة إلى هذا المعنى في بعض الرّوايات غير المعروفة «كما في بحار الأنوار ج59 ص186 رقم الرّواية 32». وممّا يجدر التنويه عليه أنّه ورد في الرّوايات الإسلامية أنّ ملك اليمين كاتب الحسنات، وملك الشمال كاتب السيّئات، وصاحب اليمين أميرٌ على صاحب الشمال، فإذا عمل الإنسان حسنةً كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها، وإذا عمل سيّئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك فيمسك عنه سبع ساعات، فإذا إستغفر الله منها لم يكتب عليه شيء، وإن لم يستغفر الله كتب له سيّئة واحدة. ويعتقد أغلب المفسّرين أنّ الرقيب والعتيد إسمان للملكين المذكورين في الآية المتقدّمة وهما «المتلقيان» فاسم ملك اليمين «رقيب» واسم ملك الشمال «عتيد»، وبالرغم من أنّ الآية محلّ البحث ليس فيها قول صريح على هذا الأمر، إلاّ أنّ هذا التّفسير وبملاحظة مجموع الآيات يبدو غير بعيد! قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم: ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] } * { [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] } * { [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] ) الآيات المذكورة تتحدَّث عن قضية «حساب الأعمال» التي يتعرض لها البشر، وكيفية ومراحل إِنجاز ذلك في يوم المعاد والقيامة حيثُ يقول تعالى: (وكلَّ إِنسان ألزمناهُ طائرهُ في عنقه) «الطائر» يعني الطير. ولكن الكلمة هنا تشير إِلى معنى آخر كانَ سائداً ومعروفاً بين العرب; إِذ كانوا يتفألون بواسطة الطير; وكانوا يعتمدون في ذلك على طبيعة الحركة التي يقوم بها الطير. فمثلا إِذا تحرَّك الطير مِن الجهة اليمنى، فَهُم يعتبرون ذلك فألا حسناً وَجميلا. أمّا إِذا تحرَّك الطير مِن اليُسرى فإِنَّ ذلك في عُرفهم وعاداتهم علامة الفأل السيء، أو ما يعرف بلغتهم بالتطّير، من هنا فإنّ هذه الكلمة غالباً ما كانت تعني الفأل السيء في حين أنَّ كلمة التفؤل (عكس التطيُّر) كانت تُشير إِلى الفأل الجميل الحسن. وفي الآيات القرآنية وَرد مراراً أنَّ «التطيُّر» هو بمعنى الفأل السيء حيثُ يقول تعالى في الآية (131) مِن سورة الأعراف: (وإِن تُصبهم سيئةً يَطَيّروا بموسى وَمَن معهُ) وفي الآية (47) مِن سورة النمل نقرأُ أيضاً: (قالوا طيِّرنا بك وبمن معك) والآية تحكي خطاب المشركين مِن قوم صالح(عليه السلام) لنبيّهم. بالطبع عِندما نقرأ الأحاديث والرّوايات الإِسلامية نراها تنهى عن «التطيُّر» وتجعل «التوكل على اللّه» طريقاً وأُسلوباً لمواجهة هذه العادة. وفي كلِّ الأحوال فإِنَّ كلمة «طائر» في الآية تشير إِلى هذا المعنى بالذات، أو أنّها على الأقل تُشير إِلى مسألة «الحظ وحسن الطالع» التي تقترب في أُفق واحد مع قضية التفؤل الحَسَنِ والسيء، إنّ القرآن ـ في الحقيقة ـ يبيّن أنَّ التفؤل الحسن والسيء أو الحظ النحس والجميل، إِنّما هي أعمالكم لا غير، والتي ترجع عهدتها إِليكم وتتحملون على عاتقكم مسؤولياتها. إِنَّ تعبير الآية الكريمة، بكلمتي «ألزمناه» و«في عنقه» تدُلان بشكل قاطع على أنَّ أعمال الإِنسان والنتائج الحاصلة عن هذه الأعمال لا تنفصل عنه في الدنيا ولا في الآخرة، وهُو بالتالي، وفي كل الأحوال عليه أن يكون مسؤولا عنها، إذ أنّ الملاك هو العمل دون غيره. بعض المفسّرين ذكروا في إِطلاق معنى كلمة «طائر» على الأعمال الإِنسانية أنّها تعني أنَّ الأعمال الحسنة والأعمال القبيحة للإِنسان كالطير الذي يطير مِن بين جنباته، لذلك شبهوها (أي الأعمال) بالطائر. وفي كل الأحوال، اختلفَ المفسّرون في معنى كلمة (طائر) في هذه الآية،وقد أوردوا في ذلك مجموعة احتمالات مِنها أنَّ «الطائر» بمعنى «حصيلة ما يجنيه الإِنسان من أعماله الحسنة والسيئة»، أو أنَّ الطائر بمعنى «الدليل والعلامة»، وبعضهم قال: إِن معناه «صحيفة أعمال الإِنسان» بينما ذهب البعض الآخر إِلى أنَّ معنى «الطائر» هو «اليُمن والشؤم». ولكن الملاحظ في هذه التّفسيرات جميعاً، أنَّ بعضها يرجع إِلى نفس التّفسير الذي ذكر في البداية; كما أن بعضها الآخر بعيد عن معنى الآية. و بالجملة في قوله: «و نخرج له» إشارة إلى أن كتاب الأعمال بحقائقها مستور عن إدراك الإنسان محجوب وراء حجاب الغفلة و إنما يخرجه الله سبحانه للإنسان يوم القيامة فيطلعه على تفاصيله، و هو المعنى بقوله: «يلقاه منشورا». و في ذلك دلالة على أن ذلك أمر مهيأ له غير مغفول عنه فيكون تأكيدا لقوله: (و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) يقول القرآن بعد ذلك: (وَنخرج لُه يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً). ومِن الواضح أنَّ المقصود مِن «الكتاب» في الآية الكريمة هي صحيفة الأعمال لا غير. وهي نفس الصحيفة الموجودة في هذه الدنيا والتي تُثَّبت فيها الأعمال، ولكنّها هنا (في الدنيا) مخفيةٌ عنّا ومكتومة، بينما في الآخرة مكشوفة ومعروفة. إنَّ التعبير القرآني في كلمتي «نخرج» و«منشوراً» يشير إِلى هذا المعنى، إِذ نخرج وننشر ما كان مخفياً ومكتوماً. في هذه اللحظة يُقال للإِنسان: (اقرأ كتابك، وكفى بنفسك اليوم عليك حسيباً)يعني أنَّ المسألة ـ مسألة المصير ـ بدرجة مِن الوضوح والعلنية والإِنكشاف، بحيثُ أن كل من يرى صحيفة الأعمال هذه سيحكم فيها على الفور ـ مهما كانَ مجرماً ـ لماذا؟ لأنَّ صحيفة الأعمال هذه ـ كما سيأتي ـ هي مجموعة مِن آثار الأعمال أو هي نفس الأعمال، وبالتالي فلا مجال لانكارها فإِذا سمعت ـ أنا ـ صوتي مِن شريط مُسجَّل، أو رأيتُ صورتي وهي تضبط قيامي ببعض الأعمال االسيئة; فهل أستطيع أن أنكر ذلك؟ كذلك صحيفة الأعمال في يومِ القيامة; بل هي أكثر حيوتة ودقة مِن الصورة والصوت! قال صاحب تفسير الميزان :ويظهر من قوله تعالى: { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء }[آل عمران: 30] أن الكتاب يتضمن نفس الأعمال بحقائقها دون الرسوم المخطوطة على حد الكتب المعمولة فيما بيننا في الدنيا فهو نفس الأعمال يطلع الله الإِنسان عليها عياناً، ولا حجه كالعيان. وبذلك يظهر أن المراد بالطائر والكتاب في الآية أمر واحد وهو العمل الذي يعمله الإِنسان غير أنه سبحانه قال: { ونخرج له يوم القيامة كتاباً } ففرق الكتاب عن الطائر ولم يقل: (ونخرجه) لئلا يوهم أن العمل إنما يصير كتاباً يوم القيامة وهو قبل ذلك طائر وليس بكتاب أو يوهم أن الطائر خفي مستور غير خارج قبل يوم القيامة فلا يلائم كونه ملزماً له في عنقه. ************************************************** *********** 1- كلمة قعيد مفردة مع أنّ كلمة المتلقّيان تثنية لأنّ في الآية حذفاً وتقديرها إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد» وقد وقع هذا الحذف بقرينة ذكر الآخر ************************************** تفسير الأمثل في سورتي ق والإسراء تفسير الميزان | |
|
قمرالليل كله عضو متألق
رقم الضوية : 5 الجنس : عدد المساهمات : 2302 تاريخ التسجيل : 12/01/2013 السٌّمعَة : 1 نقاط التقيم : 3309 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة العامة المزاج : مشتاقة وبعيدة الدرب روووحي
| موضوع: رد: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه!! الخميس مارس 07, 2013 4:40 am | |
| | |
|
وفاء موسوي عضو متألق
رقم الضوية : 31 الجنس : عدد المساهمات : 1949 تاريخ التسجيل : 06/02/2013 السٌّمعَة : 0 نقاط التقيم : 4771 الموقع : شيعة اصحاب الكساء العالميه العمل/الترفيه : المشرفة المميزة
| موضوع: رد: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه!! الأربعاء مارس 13, 2013 7:15 pm | |
| | |
|