اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها
والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك .
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم
واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
إهداء: إلى روحك الطاهرة يا مولاتي
الصديقة أهدي أنفاسي، وحركة روحي، ونبض قلبي، ونور بصري، وعشقي لأنوارك الإلهية،
وصالح أعمالي، وعملي الحقير المتواضع هنا وفي كل مكان مكتوبٌ فيه فاطمة ع،
أن تشفعي لي، ولإخواني وأخواتي، وكل من
قرأ سورة المباركة الفاتحة عن روحك الطاهرة المتجولة بين السماوات الدنيا والسماوات
العلى في مواكبك النورانية المهيبة
يوم اشتد مرضها فجاءت نساء الأنصار
والمهاجرين لعيادتها !!
في معاني الأخبار للصدوق ص 354: عن فاطمة بنت
الحسين عليه السلام قالت: (لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها،
اجمتع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن لها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت من
علتك؟ فقالت:
أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم!
لفظتهم قبل أن عجمتهم، وشنأتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحد وخور القناة، وخطل
الرأي، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم
خالدون!
لاجرم لقد قلدتهم ربقتها وشننت عليهم عارها،
فجدعا وعقرا وسحقا للقوم الظالمين! ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد
النبوة ومهبط الوحي الأمين، والطبين بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران
المبين، وما نقموا من أبي حسن؟! نقموا والله منه نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال
وقعته، وتنمره في ذات الله عز وجل! والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله صلى
الله عليه وآله لا عتلقه، ولسار بهم سيرا سجحا، لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه،
ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطانا قد تخير لهم الري غير متحل
منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات السماء والأرض،
وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون!
ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب وإن
تعجب وقد أعجبك الحادث، إلى أي سناد استندوا؟ وبأية عروة تمسكوا؟ استبدلوا الذنابى
والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا! ألا
إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا
أن يهدى فما لكم كيف تحكمون!
أما لعمري والله لقد لقحت، فنظرة ريثما تنتجوا،
ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وزعافا ممقرا، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون
غب ما أسس الأولون!
ثم طيبوا عن أنفسكم نفسا، واطمأنوا للفتنة
جأشا، وأبشروا بسيف صارم، وهرج شامل واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا، وزرعكم
حصيدا! فيا حسرتي لكم، وأنى بكم وقد عميت عليكم، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون)!
(ورواه الطوسي في الأمالي ص 374، والجوهري في السقيفة ص 120).