مستقبلك الحقيقي في قبرك !!

التفاصيل|
قال تعالى: " كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ، فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ". صدق الله العظيم.
ولما كانت حياتنا في الدنيا تعد قصيرة مهما امتدت بنا السنوات ، ولما كانت أعمارنا لاتُعد شيئا قياساً مع الزمن مهما طالت بنا الأيام . ولهذا فإنه يمكنني القول : أن المستقبل الحقيقي للإنسان يوجد في قبره، وليس في حياته !!، وهذه هي حقيقة يجب على الجميع معرفتها ، وعدم السهو عنها .
أخوتي الأحباء !!
إن كأس الموت؛ كأس دوارة على الجميع وسوف لن يستثني منها أحد اً ؛ كبيراً كان أم صغيراً ، أميراً كان أم وضيعاً ؛ غنياً كان أم فقيراً ، و سنتذوقها جميعاً بلاشك ، وسنشرب منها كلنا لامحالة ؛ لا فرق فيها بين انسان وآخر ، وإن تعددت الأسباب وإن اختلفت الطرق في شربها ؛ فالموت واحد ، لأن الكل ميت ، والكل مفارق لهذه الحياة.، والكل تارك للأحباب والأصدقاء . والأمر كله لله سبحانه وتعالى.
لكن الفرق الوحيد بينا كبشر يكمن في المصير النهائي لكل منّا بعد الموت ؛ ذلك المصير الذي ينبغي علينا أن نحسب له ألف حساب وحساب والا نغفل عنه لحظة واحدة أثناء حياتنا لأنه مصير إما أن يقودنا إلى الجنة بإذن الله ، وإما أن يقودنا إلى النار والعياذ بالله !!
ولهذا فيا أخي الحبيب في الله ؛ ومادمت على قيد الحياة ، ومادمت لم تمت بعد لحد الآن ؛ ولحسن حظك ؛ فأنت مازلت مخيراً بين كلا المصيرين!! وبإمكانك اختيار ما يروق لك منهما ، فإما أن تختار المسير في الطريق الذي يوصلك الى الجنة مباشرة وتفوز في النهاية بجنة النعيم ؛ إذا أحسنت العمل والسلوك بقربك من الله !! وإما أن تختار المسير في الطريق الذي يقودك الى النار لكي تذوق عذاب الجحيم ؛ إذا أسأت العمل والسلوك ببعدك عن الله !!
إن الله سبحانه وتعالى ياأخي قد زوّدك بالعقل ، وطلب منك استخدامه بما يتوافق مع مصلحتك وأهوائك، ولهذا فقد تركك حراً في اختيار المقر الذي تراه مناسبا لك في الآخرة .؛ فإمّا أن تكون مع القوم الخيرين الطائعين من الأتقياء الفائزين الصالحين الذين يحبهم الله ، وإمّا أن تكون مع القوم التائهين من الخاسرين الذين لايحبهم الله .
فإذا أحسنت استخدام عقلك ، وأديت حق الله عليك ، وكنت قريباً منه سبحانه وتعالى كما ينبغي إن شاء الله ؛ فإني أضمن لك أن تفوز بالفوز العظيم ، وضمان مستقبلك الخالد ، بدخولك الجنة بإذن الله تعالى منعماً ؛ جزاءً لك على ما قدمته في حياتك الدنيا من خير ومن صالح الأعمال .
أما اذا أسأت استخدام عقلك ، ولم تؤد حق الله عليك ، وكنت بعيداً عنه لاقدر الله ، فتكون قد حكمت على نفسك بنفسك بالطرد من رحمة الله ، وتكون قد عرّضتها للخسران المبين !! لأنك اغتررت بمتاع الحياة الدنيا الزائف الزائل ، ولم تستمع لصوت العقل ؛ مما سيجعلك ستخسر حتما مستقبلك الدائم والذي ستقضيه بلا شك في نار جهنم وبئس المصير ؛ ذائقاً كل أصناف العذاب ؛ عقاباً لك على ما قُمت به في حياتك الدنيا من سوء أعمال وما اقترفته خلالها من ذنوب.
أخوتي الأحباء في الله !!
وأخيرا وليس آخرا ؛ دعائي الى الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم أجمعين من الفائزين برحمة الله سبحانه وتعالى، ومن الذين ينوّر الله لهم قلوبهم بالإيمان ، ومن الذين يهتدون الى طاعة الرحمن ، و من الذين يبتعدون عن العصيان ؛ فيسلكون طريق الجنان ، ولايقتربون من طريق النيران ، ويبتعدون عن مسالك الشّيطان.
اللهم آمين . والحمدلله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين